//

الخميس، 7 نوفمبر 2013

اعمل على كل حال, كتابة رائعة لفيصل بن جاسم ال ثاني

كتب حكيم وصايا ذهبية يقول فيها: 
الناس غير منطقيين وغير عقلانيين ومتمركزين حول ذواتهم.
أحبهم على كل حال.
إذا فعلت الخير فسيتهمك الناس بأن لديك دوافع أنانية مستترة.
افعل الخير على كل حال.
إذا كنت ناجحا فستحظى بأصدقاء زائفين وأعداء حقيقيين.
انجح على كل حال.
الخير الذي تفعله اليوم ربما يُنسى غداً.
افعل الخير على كل حال.
الصدق والصراحة يجعلانك عُرضة للأذى.
كن صادقاً وصريحاً على كل حال.
ما تقضي سنوات في بنائه من نجاحات ربما يتحطم بين عشية وضحاها.
ابْنِ النجاحات على كل حال.
الناس يحتاجون حقا لمن يساعدهم ولكن يهاجمونك إذا ساعدتهم.
ساعدهم على كل حال.
إذا قدمت للعالم أفضل ما لديك فستتلقى الصفعات تلو الصفعات.
قدم للعالم أفضل ما لديك على كل حال.

إن جميع الناس يحبون الشخص الناجح، ومن السهل الثقة بالأشخاص الذين أثبتوا أنفسهم بالفعل, ولكن من الصعب كثيرا الإيمان بالأشخاص الذين لم يثبتوا أنفسهم بعد، والذين يحتاجون منا إلى الإيمان بقدراتهم قبل أن ينجحوا بل حتى قبل أن يثقوا هم بأنفسهم، لأن ثقتنا بهم هي الوسيلة الوحيدة لتحفيزهم وجعلهم يكتشفون إمكاناتهم ويستغلونها للوصول للنجاح.

وما من أحد إلا وقابَل في حياته أناسا يرغبون بشدة في الثقة بأنفسهم والإيمان بقدراتهم ولكنهم يفتقدون التشجيع والأمل. يقول المارشال الفرنسي «فردينان فوتش» بطل الحرب العالمية الأولى» ليس هناك مواقف ميؤوس منها وإنما هناك رجال ونساء نشؤوا على فقدان الأمل في المواقف الصعبة». إن كل إنسان منا يحمل بداخله بذور النجاح والعظمة، ولكن الكثير من الناس يبحثون عمن يرعى تلك البذور بالتشجيع ويتيح لها الفرصة للنمو والظهور.
إن من صفات الشخصيات الناجحة تمتعهم بالمرونة والقدرة على إعادة المحاولة أكثر من مرة حتى يحققوا أهدافهم، وإذا لم يروا تقدما فوريا فإن ذلك لا يفت من عزمهم على تحقيق النجاح.
أما الشريحة العظمى من الناس فتراهم بخلاف ذلك ينهارون عند أول مصاعب تقابلهم، ولكي تشتعل روح الحماس في نفوسهم وتدفعهم للأمام على طريق النجاح فإنهم يحتاجون أن يكون بجانبهم من يؤمن بهم ويشجعهم ويتمسك بالثقة بهم حتى في حالات التعثر وصدور الأخطاء منهم.
ومن الأخطاء التي تقع ممن يريد التأثير إيجابيا في حياة الآخرين، أن يجعل التعبير عن أفكاره في أعلى قائمة الأولويات مُقدَّما على مشاعر الآخرين وأفكارهم بدلا من أن يسعى إلى فهم الأمور من وجهة نظر من يحاول مساعدتهم لكي يرى الصورة بشكل أوضح. يقول الكاتب «آرت مورتل»: «عندما أجد نفسي على وشك الخسارة في لعبة الشطرنج، دائما ما أنهض وأقف وراء خصمي لأرى الرقعة من ناحيته، وعندها أرى الحركات الغبية التي قمت بها؛ لأنني أراها من وجهة نظره».
إننا لا نستطيع مساعدة الآخرين على النجاح دون بناء علاقات إيجابية معهم، ومن أجل بناء علاقات إيجابية معهم لابد من مراعاة ما يلي:
- التعامل باحترام؛ فالجميع يرغب أن يحترمه الآخرون، والاحترام أول خطوة في بناء العلاقات وقبل أي شيء فإن التعامل مع الآخر باحترام يجعله يشعر أنه شخص مهم.
- إظهار الاهتمام بالناس وهذا الأمر ليس شيئا سهلا، ولكن التحدي في الحرص المستمر على الاهتمام بهم، وفي اللحظة التي يشعر الشخص أنه محل الاهتمام تتغير مشاعره إيجابيا.
- الحرص على فهم الشخص؛ لأن فهم الشخص والإيمان بقدراته يمكِّنه حقا أن يصبح مهما، وكل الناس لديهم الإمكانات التي تؤهلهم كي يصبحوا مهمين في حياة الآخرين، ومفتاح ذلك فهمهم. يقول أستاذ الطب النفسي «ديفيد بيرينز»: «إن ما يصبو إليه معظم الناس حقا هو أن يجدوا من يستمع إليهم، ويحترمهم ويفهمهم»، وفي اللحظة التي يرى فيها الناس أنهم وجدوا من يفهمهم، يصبح لديهم حافز قوي للنجاح.
- تقديم النفع للآخرين. إن مساعدة الآخرين وتقديم النفع لهم تمتد فوائده إلى الشخص الذي يقدم النفع نفسه، ويؤثر في أناس كثيرين آخرين.
إن من أعظم الأعمال وأشرفها التي ينبغي الحرص عليها أن يحب الإنسان الخير للناس، وأن يكون بسمة أمل ولمسة حنان وبلسما شافيا للأشخاص الذين يحتاجون منه الدعم والمساندة، بحيث يجعلهم أناسا واثقين بأنفسهم وينظرون إلى الحياة بأمل ويبنون مستقبلا ناجحا قوامه السعادة والعمل والإنجاز، وينظرون للناس بحب وإيجابية، مقتديا بالذي بعثه الله رحمة للعالمين حيث قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه».

فيصل بن جاسم ال ثاني

Blogger Widgets